رغم الاعتراف الواسع به، إلا أن تعريف المجلس لا يزال محيّراً - فغالباً ما يُفهم جوهره بشكل حدسي أكثر من فهمه بشكل صريح. يجسد المجلس في جوهره نوعاً من الإشكالية. فهو منتشر في الوطن العربي، ويؤثر على التصميم عبر التخصصات، ومع ذلك فهو يتحدى التصنيف البسيط. إنه مفهوم سائد لكن وظيفته معقدة.
لطالما كان المجلس، على مدى التاريخ، جزءاً لا يتجزأ من الحوار المجتمعي، ففيه تُحل النزاعات ومن خلاله تتعزز الروابط الاجتماعية. حتى أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) اعترفت بالمجالس لأهميتها الثقافية. لكن ورغم أن شكله بقي على حاله إلى درجة كبيرة، إلا أن أغراضه توسعت لتشمل التنوع وسط التغيير - مما يوفر مساحة للتسلية والهروب من الواقع والتأمل الذاتي. إن تفسيرنا للمجلس يتحدى الزوار ويدفعهم للتفكير في مهمة هذه المساحة باعتبارها بناءً ثابتاً وتقليداً حياً: ما هي الأدوار التي يلعبها المجلس في الديناميكيات الاجتماعية المعاصرة، وكيف يتكيف ليحافظ على جوهره الأصلي؟
من خلال تحليل هذا النموذج الثقافي - أي عناصر تصميمه وديناميكياته الاجتماعية - يهدف هذا الجناح إلى الكشف عن المعاني الرمزية الكامنة وراء بنية المجلس، والطرق التي يشكل بها التفاعل البشري ويؤثر عليه. إن الكشف عن الشكل التقليدي للمجلس يتيح لوظائفه أن تتألق، مما يدفع الجمهور للتفكير في المكونات الأساسية التي تحدد ماهيته وتؤكد وظيفته وأهميته الثقافية.
يؤكد "أركان المجلس" على أهمية الحوار والتأمل الذاتي والتواصل الاجتماعي والترفيه والضيافة والراحة، وهو يضع المجلس عند نقطة تقاطع الثقافة والتصميم والتواصل.
ومع استمرار المجلس في أداء دور حاسم في المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، فإن إعادة التقييم هذه تدفع الزوار إلى التفكير كيف يمكن لهذه المساحة التقليدية أن تلهم أشكالاً معمارية جديدة وتعزز مشاركة اجتماعية أعمق في قطر المعاصرة.
أركان المجلس
التفويض: مجلس الإعلام بجامعة نورثويسترن في قطر
التنظيم: جاك توماس تايلر من مجلس الإعلام
الهندسة المعمارية: فورتيتويلف، الكويت
الضيافة: إيرث أورغانيك كوفي، قطر
إدارة الفعاليات: بلاس ايفنتس، قطر
التجهيز: غورو انتريرز، قطر